كانت الفرصة مواتية للطائفة العلوية عند موت حافظ الأسد في مثل هذه الأيام قبل ستة عشر عاماً للتفكير بمصيرها والقلق الذي عاشته على وجودها، ولكن معظم أبنائها بعد اطمئنانهم لثبات حكم بشار الأسد تناسوا خوفهم، وعادوا إلى سطوتهم وشعورهم بالرضى كلما غيّر بضعة أشخاص من السوريين حديثهم أو صمتوا بسبب حضور أحد منهم
كلهم يعدّون كرفاناتهم "سجوناً ملوّنة" فوق "أرضٍ ميتة"!، وكلّهم أيضاً يعيشون رمضان اليوم وفي قلوبهم غصّة، وينظرون إلى الأمس؛ حيث كان للشهر الكريم في بيوتهم نكهة أخرى لا يذوقون منها هنا إلا "مرار الهجرة".
أصبح من المستحيل تحقيق حلم الشعب السوري بأن يجتمع من جديد على مائدة رمضان، بعد أن قتل قرابة مليون سوري، وشرد قرابة 12 مليوناً.. وحتى لو رحل النظام، فلن يعود الأحباب، ولن تجتمع الأسر من جديد، فجرائم العالم بحق الشعب السوري لا تغتفر!
أستعيد كُل ذكرياتي في أيام وليالي رمضان في وطني وبين أسرتي، أحاول أن أصِف أول يوم لي في رمضان في الغُربة أو أتخيله أنا وغيري من المُغتربين قسراً أو طواعيةً، أصِفه لأُخفِف عن نفسي صعوبته وألمه، والذي كنت في العام الماضي أنتظره بفارغ الصبر لأسعد به وبأجوائه ونفحاته مع الأهل والأصدقاء..
قد يجد البعض تعبيري شاعرياً، والبعض الآخر قد يراه مبالغاً فيه، لكنه والله ما هو إلا نزر يسير مما يمكن أن أقوله في هذا المقام، ولو سنحت الفرصة لكتبت في ذلك مقالات وكتباً، وما هو أكثر من حقيقة عشتها وعاشها بالتأكيد غيري ممن مروا بهذه المرحلة، فما وجدوا لها تسمية أكثر صدقاً وتعبيراً من: "أجمل أيام حياتي"!
صليبُنا الوحيدُ
عند نجارٍ يصنع نعوشاً
تطيرُ من فرطِ هشاشتِها
في الجنازات الفارغةِ من الجثث والصراخ
يرمّمُ أشجاراً قبل حتفِها
ويصنع قورابَ خشبيةً
ربما تعود ترعةٌ من جفافِها
او جثةٌ من بهاءِ الموتِ
هناك العديد من النماذج في مجتمعاتنا العربية التي تؤمن بهذه النظرة القاصرة، بتبني التدين المظهري كأساس أو شرط للزواج الناجح. وهناك الكثيرون ممن اعتمدوا على هذا الأساس فقط لاختيار الزوج أو الزوجة ثم كانت الصدمة بعد الزواج
بمرور العصور تحولنا من عصر "الشبه" إلى عصر "اللاشبه"، فنحن الآن لا نشبه أي أحد، لا شرقاً ولا غرباً، نعيش حالة من الاهتراء الأخلاقي والفكري والقيمي غير مسبوقة. فبعد مرحلة التحول من الخلافة الإسلامية إلى القوميات، صرنا ننادي بالعودة للفرعنة؛ وعليه فنحن لا ننتمي لا للمسلمين ولا للعرب وأصبحنا "رؤساء جمهورية أنفسنا".
يرى ألبير كامو، أنه حتى يخرج الإنسان من مأزق المجهود الروتيني السيزيفي القاتل والخالي من الجدوى، فإن أمام البشر حلّين لا ثالث لهما، إما الانتحار والتخلّص من هذا الألم، أو التمرّد والخروج تماماً عن المألوف
معظم المراقبين يشيرون إلى أن بغداد تتحمل جزءاً من المسؤولية عن أي قرار كردي بالانفصال لأن امتناع بغداد عن سداد حصة الإقليم من الموازنة والتي حددت بـ 17% و معارضتها لتصدير النفط من الإقليم لم يجعل للكرد خياراً آخر إلا بالبحث عن حلول لأزمتهم.
يا إلهي، 37 ضربة قاضية!، ليتك كنت رئيساً عندنا في القرية، على الأقل كان الناس سيقولون: رئيس بـ37 ضربة قاضية ضمن حلبات الملاكمة.. ولسوء الحظ عندنا رئيس "قرية" جديد يقول بأنه "مسلم"، في سجله 350 ألف قتيل، كلهم خارج حلبات الملاكمة، هل يعتبر قتل أحدهم بصاروخ موجه أو برميل متفجّر أو غارة جوية.. ضربة قاضية؟!
رحم الله محمد علي فقد أطاع الله وقناعاته في الحق والعدل، ورفض كل ترغيب وترهيب للمحافظة على لقبه. خسر لقبه لكنه حاز القبول عند الناس في الدنيا فدخل التاريخ وأصبح بذلك أعظم رياضي في القرن العشرين. وحين استعاد لقبه عام ١٩٧٤ لم يكن محمد علي بطلاً للسود المظلومين في اميركا فحسب بل كان بطلا لكل مظلوم بغض النظر عن لونه او دينه او عرقه وهذا مالم يفهمه والد ناتالي.
تمكن الجنرال أن يجرّ الجميع للمجزرة، فراوغ الرئيس مرسي وأبدى له دعماً مزيفاً، وتلاعب بالقوى السياسية المعارضة وأظهر لها وداً كاذباً، وأجّل الوصول لأي حل سياسي يؤدي لانسحابه من المشهد، حتى توافرت الظروف التي جهّز لها لمدة عامين ونصف للقيام بأقذر مجزرة في تاريخنا الحديث.
هذه الثورة تحتاج إلى النقد أكثر مما تحتاج إلى الهتافات، وكثرة الأيادي المرفوعة، والمبادرات، والمشاريع الوهمية، هذه الثورة تحتاج إلى أن نقرأ ونسمع عن أداءاتنا ما يوجعنا، لا ما يريحنا، ويثلج صدورنا
قدرت بعض المصادر الصحفية أن عدد السيارات المسروقة خلال حكم الأسد الأب، قد بلغ نحو 13000 سيارة أغلبها في حلب ودمشق، وأن السارقين إما من الأمن أو من عصابات تنتمي لأفراد من عائلة الأسد
ليس أمام المناضلين والثوار في الحالة هذه إلا الأقدام على خيار إنجاز البديل المناسب من خارج كل الأطر المتآكلة القائمة.
هناك حاجة ماسّة، إلى وضع حدٍ للجدل الدائر حول هذه الأزمة، إذا ما كانت كل جهة تدّعي الحرص على سلامة المجتمع من التفكك والانحلال، وذلك من خلال التحرر من التمسك بالتعددية، والفحص دون عاطفة أو أهواء مصلحيّة
تذكرني حفاوته بتلك الحفاوة التي كنت أستقبل أبي بها عند عودته من العمل. ذاكرتي تنتعش من جديد، بعدما كانت روحي تتسرب رويدا رويدا بين أنفاسي، عدت طفلة بضفيرتين تضحك وتمرح وتستقبل سعادتها بعيني أب حان رؤوم.
إلى متى سيتحمل المواطن المصري مرارة العيش وحده بينما يرى ويسمع تلك الأموال الضخمة التي تنفقها الدولة، ولا يدخل جيبه منها سوى جنيهات لا تكفيه مؤونة يومه وأولاده، ويعيش المصري سنين السيسي العجاف في انتظار عام فيه يُغاث الناس وفيه يَعصرون.